Canalblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

driots d' Homme

driots d' Homme
Publicité
Archives
20 février 2007

وضعية حقوق الانسان بالمغرب

تطورات مهمة...خطابات رنانة...و "مرمطة" الصفقة الانسانية على أرض الواقع

أن الاشكالية الحقوقية بالمغرب لا زالت متشعبة و تخترق كل مجالات الحياة في المجتمع، و مرتبطة مع طبيعة النظام السياسي و التوجه الاقتصادي المعتمد و طبيعة علاقات المغرب مع محيطه الاقليمي و القاري و الدولي. و عموما يمكن القول أن معاينة الواقع في المجال الحقوقي تبين بجلاء أن المغرب مازال يعيش منظومة من المتناقضات الصارخة، أو على الأقل مستعصية الفهم.
فلازلنا نعاين مثلا أن عبد الله زعزع يجهر بميوله الجمهوري و هو مواطن بالمملكة المغربية، يصرح بمواقفه في هذا الصدد جماهيريا و بكل حرية دون أن يتبع ذلك أي إجراء أمني أو مساءلة واضحة، لكن نعاين بالمقابل استمرار عدم اعتراف الحكومة المغربية بجمعية المعطلين، الجمعية المغربية لحاملي الشهادات المعطلين، و تكريس استمرار إمطارهم الممنهج بالهروات الغليظة أمام ساحة البرلمان و في الساحات العمومية، لاسيما في الرباط و على أنظار الملأ... كما نعاين الحديث عن العلمانية و الحداثة و التحديث و كذلك تقبيل يد الملك تعبيرا عن الوفاء و الاخلاص في خدمة الوطن. علما أن البعض طالب بإلغائه، و لقيت هذه الدعوة تجاوبا كبيرا من طرف الكثير من المغاربة، إلا أنها لقيت تعارضا شديد اللهجة من بعض دوائر صنع القرار التي مازالت تعتبر تقبيل اليد يدخل ضمن ثقافة تضرب بجدورها في أعماق التاريخ المغربي. و للاشارة فإن العاهل السعودي ألغى تقبيل يده أو يد أحد أفراد العائلة المالكة باعتبار أنها ممارسة لا تقبلها النفس، إضافة إلى كونها تؤدي إلى الانحناء و هو أمر مخالف لشرع الله حسب قوله. و عموما إن الحديث عن الواقع الحقوقي بالمغرب يرتبط بالواقع الاقتصادي و الاجتماعي، لأنه هو الركح الذي يوضح الواقع الحقوقي على أرض الواقع المعيش بعيدا عن الخطابات الرسمية و الوصلات الدعائية التي لا تقنع أحدأ.
في الواقع إن التساؤلات ذات العلاقة بالوضع بالمغرب ترعبني حقا لأنها تجعل مستقبل المغرب مفتوحا على جميع الاحتمالات و أتمنى أن أكون مخطئا في هذا التحليل.
فوضعية حقوق الانسان بالمغرب مرتبطة أشد الارتباط بالواقع الاجتماعي و الاقتصادي، إذ لا مجال لاحترام الحقوق في وضعية تتميز بالتردي و الخصاص حتى ولو حضرت الإرادة لتحقيق ذلك. و عموما لازال الوضع بالمغرب يتميز بخصاص واضح في المجالات الاجتماعية بفعل الاعتناء بالاكراهات المالية و اللهث وراء الحفاظ على التوازنات المالية العامة بأي ثمن كأولوية الأولويات و لو دعا الأمر إلى التضحية بكل الباقي و هذا ما نصب فتح الله والعلو لخدمته منذ أن أصبح وزيرا للمالية بالرغم من أن كل الخطط و المنطلقات التي أثتت لمسؤوليته هذه تناقض بالتمام و الكمال كل كتاباته سواءا كإقتصادي أو كمناضل متحزب سابقا و هذا ما لم يتمكن المغاربة من فهمه إطلاقا .
هذا في ظل غياب الشروط الحد الأدنى الضروري لتحقيق نسبة نمو اقتصادي تمكن من إعطاء انطلاقة لصيرورة التنمية الشاملة المستدامة. و في ذات الوقت انكشف فيه و بشكل مفضوح عدم استجابة جملة من الآليات و القوانين (حتى المستحدثة منها) لمتطلبات الاقتصاد الوطني، بل و حتى لإمكانية أي تصور تنموي فعلي متراص واضح المعالم و محدد الأهداف و المقاصد. و هكذا فلا نحن حققنا النسبة المطلوبة من النمو الاقتصادي و لانحن استطعنا التخفيف من تزايد الفقر و استفحال البطالة و التصدي لانتشار السكن العشوائي و غير الائق، و لا نحن شرعنا فعلا و فعليا في التغيير الجدري لمنظومة تعليمنا المهترئة و لو على الأقل بالتخفيف من مهزلة المزيد من تخريج العاطلين و المعطلين و إنتاج و إعادة إنتاج البطالة المستدامة.
و ها نحن على مشارف نهاية سنة 2005 و لازال السؤال مطروحا: إلى أين نحن سائرون؟ و هو مطروح بحدة أكثر من أي وقت مضى، إذ أن الحصيلة العامة في شموليتها- و في هذا الصدد وجب التركيز على السلبيات اعتبارا لكون أن الانتظارات كبيرة و كبيرة جدا- تفيد بأن هناك غياب مؤشرات مقنعة يطمئن إليها القلب. بل على العكس من ذلك بدأ يتضح كأن التاريخ يعيد نفسه بالمغرب...قلق سياسي كبير...تردي الأوضاع في مختلف المجالات...آليات الاقصاء و التهميش لازالت مشتغلة...معطلون لا حق لهم في الاعتراف بجمعيتهم و مصيرهم الدائم و المستدام هو الهروات البوليسية في الساحات العمومية...حكومة لا يعرف المواطن المغربي ماذا تفعل بالنسبة إليه...قرارات جوهرية من صلب اختصاصاتها في المجال الاقتصادي و الاجتماعي و حتى الاستراتيجي تتخذ بعيدا عنها و بعيدا عن ممثلي الشعب...أحزاب سياسية تحتضر و أوضاع دائما في اتجاه التردي كل مرة بوتيرة أسرع و أوسع مدى من السابق...و وجوه و شخصيات ارتبطت أسماؤها بكل ما هو غير محمود سواء بالمغرب أو دوليا لازالت جالسة على كراسيها الدوارة تُنهي و تأمُر كل في مجاله...فئات واسعة طالها التهميش و الاقصاء و عُطلت طاقاتها رغما عنها...آليات في جملة من من القطاعات و المجالات تعطلت و لم تعد ذات جدوى...سياسات و برامج و خطط و اجراءات لم تفعل إلا المساهمة في المزيد من تردي الأوضاع و سوء الحال...
و بالتالي فلم نعد نواجه بالمغرب مشكلات و معضلات ، و إنما أضحينا نجد أمامنا منظومات-مشاكل و منظومات-معضلات و آليات تعيد إنتاج نفسها و في كل مرة أوسع مدى من السابق. و على سبيل المثال لا الحصر، لم نعد بالمغرب نعيش معضلة الفقر و إنما أصبحنا نواجه منظومة التفقير بآليات خاصة بها، و هذا ما أطلق عليه البروفسور المهدي المنجرة "الفقرقراطية" و نفس الشيء بالنسبة للفساد، فقد تجاوزنا معضلة الفساد و أصبح الأمر يتعلق بالفسادقراطية و قس على ذلك الرضوخ و الخوف و الذل...
لذلك فلن تنفع لا قوانين جديدة ولا سياسات ولا خطط عادية للتصدي لهذا الواقع. و الحجة على هذا هو أن مجمل خطط إصلاحات و مجمل النصوص القانونية و التدابير الاجرائية التي تمت بلورتها لمواجهة كل تلك المنظومات-المعضلات باءت بالفشل، لأنها تعاملت معها كمشكلات و معضلات في حين أنها أضحت منظومات-مشكلات و منظومات-معضلات و بالتالي فهي تستوجب ليس حلولا و إنما منظومات-حلول و منظومات-آليات تصحيحية جدرية و ليس شكلية و مظهرية أو مرصودة لتحسين الصورة ليس إلا. فهل يعقل التصدي للفقر بتوزيع المعونات و منح الصدقات دون ربط الأمر بآليات منظومة توزيع الثروة و الدخل و منظومة منح الامتيازات، و ما هذا إلا على سبيل المثال كذلك. و هل يعقل التصدي للبطالة بتوزيع رخص النقل أو احتلال الملك العمومي أو السماح بالتجارة المتجولة بدون مضايقة هنا و هناك دون التساؤل أيهما أفضل و مجدي، أن تستمر الدولة في أداء تعويضات طيطانيكية للوزراء السابقين حتى الذين لم يعمروا بوزاراتهم إلا أياما معدودات و تخصيص رواتب لنواب الأمة تثقل كاهل الميزانية أم تخصيص هذه المبالغ لميزانية التجهيز و الاستثمار و تمويل أشغال عمومية كبرى و متوسطة أو صغرى محلية أو جهوية تساهم كصمام أمان لامتصاص جزء من البطالة في انتظار تحقيق نسبة من النمو الاقتصادي تسمح على الأقل بالحفاظ على نسبة البطالة كما هي عليه دون استفحال؟ و هذا مجرد مثال كذلك.
و تزداد الصورة تعقيدا إن أضفنا إلى هذه التحديات الداخلية، التحديات الخارجية (ملف الصحراء، الشراكة مع أوروبا، الموقف من السلام في الشرق الأوسط). فهل مثل هذا الوضع يسمح بتكريس احترام حقوق الانسان، لاسيما الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية، حتى و لو حضرت الارادة لتحقيق ذلك؟
علما أن المغرب تميز على صعيد الوطن العربي بتواجد مبكر و نشط لحركة حقوق الانسان سواء في شكلها غير الحكومي أو الحكومي. فالمغرب كان الأسبق على الصعيد العربي في هذا المجال، إذ تأسست العصبة المغربية لحقوق الانسان في 11 أبريل 1972 و تلتها جمعيات و منظمات و هيئات أخرى، لاسيما بعد مصادقة المغرب على العهدين الدوليين المتعلقين بالحقوق السياسية و المدنية و الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية سنة 1979. و هناك حاليا بالمغرب عدة منظمات و هيئات تعنى بإشكالية حقوق الانسان. فهناك الجمعية المغربية لحقوق الانسان و منتدى الحقيقة و الانصاف و جمعية مناهضة الرشوة و المنظمة المغربية لحقوق الانسان و مركز حقوق الناس و المنظمة المغربية للدفاع عن حقوق السجناء و المرصد الوطني للسجون و المنظمة الحقوقية التابعة لحزب العدالة و التنمية و غيرها، إضافة للعصبة المذكورة سالفا. و للشهادة و التاريخ ، يُعتبر البروفسور المهدي المنجرة من المغاربة الأوائل الذين اهتموا بهذه الاشكالية بالمغرب. فقد كان وراء تأسيس العصبة المغربية لحقوق الانسان إلا أنه تخلى عنها بعد أن انحرفت عن المسار المخطط لها أصلا.
و عموما إن الفضل في إبراز إشكالية حقوق الانسان بالمجتمع المغربي يعود بالأساس إلى مناضلي الحركة الماركسية-اللينينية المغربية و القوى الديمقراطية (اليسار) إلى أن وصلت الوضعية إلى ما هي عليه الآن. و تجدر الاشارة في هذا المجال الدور إلى الريادي الذي لعبته الجمعية المغربية لحقوق الانسان و منتدى الحقيقة و الانصاف.
و بجانب هذه الجمعيات عير الحكومية نشأت هيئات حكومية اهتمت بالشأن الحقوقي بالمغرب منها وزارة حقوق الانسان التي ألغيت و هناك المجلس الاستشاري لحقوق الانسان الذي عرف تغييرات جوهرية في هيكلته و مكوناته و مهامه. إذن هناك تعدد المنظمات و الهيئات التي تعنى بموضوع حقوق الانسان بالمغرب. و هذا التعدد يعكس في حد ذاته عمق اهتمام المجتمع المغربي بالاشكالية الحقوقية سواء على صعيد الاهتمامات القطاعية كحقوق الطفل، المرأة، الخادمات القاصرات، الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، المستهلك...
كما أنه لا يمكن نكران أن تطورات مهمة سجلت في هذا المجال بالمغرب، و هذا بشهادة الجميع، مغربيا و افريقيا و عربيا و دوليا، إذ أضحت بلادنا، خلافا للسابق، تولي لحقوق الانسان، لاسيما السياسية و المدنية منها، أهمية خاصة سواء على مستوى الدولة أو المجتمع المدني. و قد بدأت هذه الصيرورة منذ 1990 عبر اتخاذ جملة من القرارات. و تكرست هذه الصيرورة أكثر في ظل العهد الجديد بعد اعتلاء الملك محمد السادس عرش البلاد. إلا أنه حسب المتتبعين للوضع الحقوقي بالمغرب، مازالت هذه الخطوات التي تم تحقيقها لم تتجسد بعد بالدرجة المطلوبة على أرض الواقع اليومي المعيش ليصبح احترام حقوق الانسان و تكريسها ثقافة حاضرة. كما أنه لازال الاهتمام يقتصر إلى حد كبير بالحقوق السياسية و المدنية دون الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية، إذ أن الاهتمام بهذه الأخيرة على أرض الواقع مازال هامشيا جدا في المجتمع المغربي.
و مهما يكن من أمر وجب على الحركة الحقوقية المغربية إعادة النظر في التجربة و المسار لكي تتماشى مع التطورات الحاصلة. و تكفي الاشارة إلى إشكاليتين اثنتين للبرهنة على ضرورة المراجعة هذه، إشكالية طبيعة العمل الحقوقي و إشكالية مصداقية الجمعيات و الهيئات الحقوقية المغربية.
و بخصوص الاشكالية الأولى لازال العمل الحقوقي بالمغرب، على غرار العمل الجمعوي عموما، يرتكز على التطوع، إذ لا وجود للاحترافية الفعلية في هذا المجال. و لقد حان الوقت للنظر في هذه الاشكالية و التفكير في اعتماد مبدأ الاحترافية لتجنيد الطاقات الحقوقية بالمغرب. لقد أضحى من اللازم الآن على المنظمات و الجمعيات الحقوقية أن تعمل باحترافية على جميع الأصعدة، في التسيير و التدبير و إقرار البرامج و تتبع الوضع الحقوقي و تثمين الفعل في مجال التربية على حقوق الانسان الذي مازال ينتظره الكثير، لاسيما في العالم القروي. و ذلك بالعمل على مشاريع و برامج محددة لتكون المنظمات و الجمعيات الحقوقية بالمغرب جاهزة فعلا و فعليا للتأثير في السياسة العامة بالبلاد، فهذا هو السبيل للمساهمة في صيرورة التغيير الفعلي. لأن الاحترافية ستمكنها من القدرة على المراقبة و التوثيق و نشر الوعي الحقوقي على أوسع مدى (و هنا وجبت الإشارة مرة أخرى إلى أن العالم القروي مازال إلى حد الآن لم يدخل بعد ضمن اهتماماتها رغم أنه يحتضن أغلب المواطنين المغاربة، و هذا نقص فظيع و نقطة ضعف كبيرة جدا حان الوقت لتجاوزها رغم صعوبة المهمة).
و ما دام الهدف المرحلي هو القضاء على الانتهاكات و الهدف الاستراتيجي هو تكريس ثقافة حقوق الانسان لتصبح ثقافة سائدة في المجتمع و ممارسة يومية لتكاد تكون "فطرية" – أليس من الأجدى و الأفضل التفكير في نوع من التخصص في بعض الحقوق و التركيز عليها اعتبارا لتعدد الحقوق و كثرتها، علما أن هذا التخصص لا ينال من ترابطها و شموليتها كما قد يدعي البعض، علما أن التخصص هو الذي يطبع العمل الحقوقي في كل البلدان التي اعتمدت الاحترافية في هذا المجال.
أما بخصوص المصداقية، لامناص من طرح السؤال التالي: كيف يرى المواطن المغربي مصداقية و صدقية الجمعيات الحقوقية و الفاعلين الحقوقيين بالمغرب؟ إنه سؤال وجب أن تطرحه الجمعيات الحقوقية المغربية على أنفسها لأن الجواب عليه بنزاهة و موضوعية سيكشف لها الكثير، ما من شأنه أن يفزعها و يجعل فلسفتها و مختلف ادعاءاتها قاب قوسين أو أدنى. ففي الظاهر كل جمعية تدعي أن لها أجندة و مبادئ و مرتكزات و قناعات، لكن هل تعمل فعلا بها و هل يكرسها أعضاؤها فعلا على أرض الواقع اليومي، أم أنهم حقوقيون بارزون في المناسبات و الخطابات و غير ذلك بالتمام و الكمال في حياتهم العادية اليومية ؟ و هل تكرس ما تدعو إليه على أرض الواقع و في الممارسة اليومية؟
فمن مؤشرات الصدقية و المصداقية، التجدر أو التواجد وسط أوسع الجماهير أو على الأقل في جزء مهم من الرأي العام. و من المؤشرات كذلك ، علاقة الحقوقيين و تنظيماتهم مع مختلف المؤسسات و الهيئات (الاعلام، البرلمان، القضاة، الخبراء، الهيئات المهنية، مجموعات الضغط...). و يظل أهم مؤشر للصدقية و المضداقية توسيع قاعدة المنخرطين و المتعاطفين. لكن في واقع الأمر لازلنا بالمغرب إلى حد الآن نلاحظ نفس الوجوه و نفس الحضور في كل مناسبة أو نشاط كأن الأمر يتعلق باستنساخ و ليس حركية فاعلة، و هذا مضر كثيرا بالصدقية و المصداقية على مختلف الأصعدة، و الغريب في الأمر أن الحقوقيين المغاربة لم يريدوا بعد استخلاص ما وجب استخلاصه.
و من المؤشرات كذلك الصلاحية. فإذا كانت الجمعية أو المنظمة تهتم بكل الحقوق و بكافة المنظومة الحقوقية يصعب عليها أن تكون مجدية في عملها باعتبار أنها تجاوزت مرحلة النشأة. لكنها إذا تخصصت في مجال معين من الجالات الحقوقية فإن مصداقيتها ستتأكد بسهولة على أرض الواقع، لاسيما و أنها ستفرض نفسها كطرف لابد من اللجوء إليه في نطاق اهتمامه اعتبارا لتخصصه فيه و لدرايته به أكثر من غيره. لكن الواقع في المغرب يفيد أن الأغلبية الساحقة للجمعيات و المنظمات الحقوقية تهتم بكل الحقوق، الشيء الذي جعلها لم تتمكن بعد من أن تكتسب صفة الخبرة في أي مجال من المجالات الحقوقية، و هي أعلى مرحلة لتثبيت المصداقية و الصدقية، و مازلنا في المغرب بعيدين كثيرا عن هذا المستوى، لكن وجب التخطيط لبلوغه الآن قبل فوات الأوان.

و إن أكبر حدث حقوقي عرفه المغرب هو قضية طي ملف الماضي. و بهذا الخصوص لازلنا أمام مقاربتين . مقاربة تدعو إلى تجنب إثارة المسؤوليات فيما جرى من انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان خلال سنوات الجمر أو السنوات الرصاصية. و مقاربة تعتبر أن إثارة المسؤولية هي الطريق الأنجع لكشف الحقيقة كاملة من أجل طي صفحة الماصي نهائيا و بلا رجعة.
فالمقاربة الأولى تسعى إلى تفادي الاعتراف الرسمي بمسؤولية الدولة في تلك الانتهاكات الجسيمة و ذلك سعيا لعدم إثارة روح الكراهية في المجتمع. أما المقاربة الثانية، فإنها ترى من الضروري إعادة الاعتبار إلى الضحايا و رد الاعتبار للشعب المغربي قاطبة لأن الأمر يهمه قبل غيره، و لن يكون لرد هذا الاعتبار معنى إلا باعتراف الدولة بمسؤوليتها عن تلك الانتهاكات و تقديم مرتكبيها للمساءلة و لمحاكمة و لو رمزية، علما أن القائمين اختاروا المقاربة الأولى و ظل جزء كبير من الحركة الحقوقية المغربية يدعو، و لازال، إلى اعتماد المقاربة الثانية.
كما يظل كذلك ملف الاختفاء القسري من القضايا البارزة حاليا في الركح الحقوقي بالمغرب. و عموما و بالرغم من التطورات التي عرفتها البلاد في المجال الحقوقي لازال هذا الملف موضوع جدال كبير، و مازالت كل حقائقه لم تكشف بعد، و لازالت عائلات المختفين تطالب بالحقيقة كاملة للتمكن من إقفال هذا الملف. و علاقة بالموضوع وجبت الاشارة إلى أن ابن المناضل اليساري ، أحد قياديي منظمة "إلى الأمام"، عرض على أنظار القضاء المغربي ملف والده الذي لقي حتفه و هو رهن الاعتقال رفقة زوجته بالمعتقل السري درب مولاي الشريف. و من المنتظر أن يثير التقرير النهائي المرتقب لهيئة المصالحة و الانصاف جدالا واسعا في الموضوع.
كما أنه لا يخفى على أحد في المغرب أن المخزن ظل حريصا أشد الحرص على إبعاد البادية المغربية و الفلاح المغربي عن السياسية و المساهمة في الركح السياسي، وذلك قصد الاستعمال كورقة ضغط ظلت دائما و أبدا بيد القصر في مواجهته للقوى المطالبة بضرورة التغيير بالمغرب. لهذا شدد النظام قبضته على العالم القروي بالمغرب و منع منعا كليا وممنهجا أي تواصل بينه و بين القوى السياسية الحية. وللإشارة، فهذا ما كان قد اعتمده الاستعمار الفرنسي بالتمام و الكمال. لهذا ظل و لازال العالم القروي بالمغرب بعيدا عن التحديث السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي ، و عن إشكالية الديمقراطية و حرية المرأة و مشاركة الشباب، و ذلك رغم أنه فضاء يعيش فيه أكثر من نصف ساكنة البلاد، و هنا تكمن الأسباب الحقيقية لمعضلة التنمية بالمغرب.
أما الحقوقيون المغاربة فمازالوا غير مهتمين بالعالم القروي، ولم نعاين إلى حد الآن أي جمعية و منظمة حقوقية تعنى بهذا العالم و أي برنامج حقوقي خاص به خلافا مثلا لما هو عليه الأمر بمصر حيث توجد العديد من المنظمات و الهيئات الحقوقية المهتمة بالفلاح المصري و بالبادية المصرية و المرأة الريفية. و هذا أمر يدعو فعليا إلى التساؤل، كيف يمكن تكريس ثقافة حقوق الانسان بالمجتمع المغربي و أكثر من نصفه هو خارج نطاق التغطية الحقوقية و مقصي عمليا و فعليا من اهتمامات المنظمات و الجمعيات الحقوقية. هذا في الوقت الذي يقر فيه الجميع بأن هناك علاقة وطيدة بين حقوق الانسان و الديمقراطية. فالديمقراطية شرط جوهري لحقوق الانسان ، لكن أكثر من نصف الساكنة بالمغرب غير معنية بالديمقراطية. علما أن الديمقراطية غير ممكنة في ظل غياب حقوق الانسان، كما أن حقوق الانسان لا يمكن تكريسها فعلا وفعليا دون ديمقراطية. فالمواطنون لا يمكنهم الاستفادة من حقوقهم الأساسية دون تمتعهم بحقهم في المشاركة السياسية و تقريرمصير مجتمعهم. و عندنا بالمغرب أكثر من نصف الساكنة غير معنية لا بهذه المشاركة و لا بتقرير مصير المجتمع؟
أما بخصوص مفهوم المساواة الذي يلغط به الجميع حاليا بالمغرب، نلاحظ بجلاء أن هذا المفهوم مازال يعتريه النقصان و يكفي النظر إلى تصادمه مع مطالب المواطنين المغاربة الاجتماعية و الاقتصادية، و خصوصا في حدها الأدنى و تكافئ فرص الاندماج في المجتمع و التمكن من ايجاد مكان تحت شمسه.
و كما سبق الاشارة لذلك ، فالواقع المعيش يبين أن هناك فرق شاسع بين الخطابات و بين المعيش اليومي، و هذا يعني مما يعنيه أن هناك معوقات. و لتقريب الصورة يمكن الوقوف على أهمها. فهناك الفقر، و الفقر بالمغرب أصبح فقرا مركبا يتضمن الحرمان من جملة من المقومات الضرورية للحياة. و هذا الفقر لا يعود إلى كون أن الثروات الوطنية قد تقلصت أو تراجعت، و إنما يعود بالأساس (البعض يقولون لتنامي الديمغرافية) إلى تفعيل آليات تمركز تلك الثروات و مصادرها بيد قلة قليلة لا تكاد تبين على حساب حرمان الأغلبية الساحقة للمغاربة. و لا يخفى على أحد أن اختلال ميزان العدالة الاجتماعية بشكل مفضوح و غير مقبول و محتمل، كما هو الحال عندنا، من شأنه أن يحول البلاد إلى بؤرة للاجرام و اللاأمن ما دام هناك أفتقاد الانسان للشعور بوجوده العادل و بحقه الانساني في الوجود الكريم، الشيء الذي يغرقه في اليأس، و آنذاك سيكون مستعدا لأي شيء، وهذا ما على القائمين على الأمور وضعه نصب أعينهم باعتبار أن مغاربة اليوم ليسوا هم مغاربة الأمس...و لعل الذكرى تنفع المومنين.
لم نعد بالمغرب نعاين فقرا و إنما فقرقراطية، لأنه هناك علاقة وثيقة بين أنماط التدبير السائدة- حتى حاليا- في بلورة السياسات العمومية من جهة، و بين تطور الفقرمن جهة أخرى. فالدولة أضحت غير قادرة على تهييء المناخ المناسب للاستثمار الذي له تأثير مباشر و رأسي على ظاهرة الفقر، بحيث يُمكٌن من خلق فرص للشغل يسنفيد منها الفقراء، و لأن الدولة أصبحت غير قادرة كذلك على تغطية الحاجيات في مجال الخدمات الأساسية بدرجة كافية و مجدية في ميدان التعليم و الصحة و الرياضة و الثقافة و غيرها تساعد الفقراء على اكتساب الشروط الضرورية و اللازمة للتفاعل مع السوق و التمكن من ضمان دخل كاف لمواجهة المتطلبات الحيوية للحياة. و لأن الدولة فشلت في تدبير مختلف برامج محاربة الفقر والتصدي لآثاره و مسبباته بالمغرب.
و أتحدث هنا عن الفقرقراطية و ليس عن الفقر لأن الفقر عندنا لم يعد ظاهرة طبيعية و إنما معضلة دائمة تهم أوسع الفئات، و لأنه نتاج اختيارات و سياسات اقتصادية و اجتماعية انتهجت مند عقود و لازالت جملة من آلياتها فاعلة إلى حد الآن.
أتحدث عن الفقرقراطية و ليس عن الفقر لأن هناك حاليا بالمغرب فقر و تفقير عبر آليات الفعل السياسي و الفعل الاقتصادي و الفعل الاجتماعي. فعندما يجد المواطن المغربي البسيط نفسه أمام الادارة لقضاء مآربه أو لاجئا للقضاء للمطالبة حقه المسلوب أو مضطرا لطلب الاستفادة من إحدى الخدمات العلاجية أو الاجتماعية، آنذاك يلمس بجلاء، و يعاين بأم عينه الدلالات الحقيقية ، ليس للفقر، و إنما للفقرقراطية ببلاده. آنذاك تتضح له الصورة، كون الفقر بالمغرب حاليا ليست ظاهرة يمكن تجاوزها، , إنما هو معطى ثابت و دائم و حالة بنيوية بفعل آليات تعيد إنتاجه المستدام. ففي المغرب ، كما قال البروفسور المهدي النجرة ، أضحى الفقراء يلدون فقراء أكثر فقرا و الأغنياء يلدون أغنياء أكثر غنى، هذه هي مأساة المغرب. و هذا في نظري تعريف مركز و مختزل ببراعة للفقرقراطية.
فهل و الحالة هذه يمكن الحديث عن تكريس فعلي لحقوق الانسان في ظل سيادة الفقرقراطية؟ علما أن الأمر ليس وليد اليوم ، و إنما هو نتيجة لصيرورة منذ أن حصلت البلاد على استقلالها في أواسط خمسينات القرن الماضي ، و على امتداد 5 عقود و الحكومات المتعاقبة على المغرب تتحدث عن وضع سياسات و خطط و تحدد الميزانيات و تنفق الأموال قصد تحقيق التنمية لتحسين مستوى المعيشة و التصدي للفقر، و بُذلت جهود و صُرفت الأموال الطائلة، و بُلورت أكوام من السياسات و الخطط، و لكن كل هذا لم يزد الفقر بالمغرب إلا تكريسا و استفحالا و اتساعا لدوائره و ترسيخ آليات إعادة إنتاجه إلى أن وصل الحال إلى ما هو عليه الآن. و بالرغم من أن كل الفئات الشعبية بذلت الجهود تلو الجهود و تكبدت الحرمان و سغف العيش و أُثقلت كهولها بالضرائب العادية منها و الاستثنائية و التضامنية، فإنها ظلت و لازالت تعاين تدهور أحوالها المعيشية ، لاسيما منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي حيث ازداد الفقر توسعا بشكل لم يسبق له مثيل. فهل النمو الاقتصادي المحقق على مدى كل السنوات الفارطة تحقق بالأساس على حساب الفئات الشعبية و من خلال تدهور مستوى معيشتها على الدوام و على حساب توسيع الفقر؟ فأين ذهبت ثمار ذلك النمو الاقتصادي؟
إذا حضرت الشجاعة و النزاهة السياسية للجواب على هذا السؤال، يمكن آنذاك فهم تعثر تكريس حقوق الانسان بالمغرب على أرض الواقع المعيش. و هذه إحدى المعوقات.
و تتضح الصورة أكثر جلاء إذا تناولنا إشكالية الأجور بالمغرب. ففي واقع الأمر هناك مغربان على الأقل و ليس ومغرب واحد: المغرب- الجزيرة و المغرب- المحيط. و لعل أحسن صورة لهذا التمايز هي الرواتب و الأجور في القطاع العمومي المغربي. فهناك أجور و رواتب المغرب-الجزيرة و أجور و رواتب المغرب-المحيط. في الأول هناك موظفون يتقاضون ما بين 200 و 500 ألف درهما شهريا، و في الثاني موظفون و مستخدمون أقنان يعانون بفعل عدم كفاية رواتبهم و أجورهم حتى لتوفير الضروريات الحيوية. فإذا أخذنا بعين الاعتبار، بكل نزاهة و موضوعية، الأوضاع المتأزمة التي تعيشها البلاد منذ مدة و نسبة نمو اقتصادنا الوطني و وتيرة إنتاج الثروات المضافة و طبيعة الاختلالات البنيوية التي تتخبط فيها و لازالت مؤهلة للبقاء على هذا الحال، اعتبارا لكل هذا فإنه من غير المعقول قطعا الاستمرار في قبول هذا الحال مهما كانت التبريرات و مهما اجتهد المجتهدون لتبريرها. فمهما يكن العمل الذي يضطلع به أي موظف من هؤلاء مهما كان و في أي مجال، فإن ضخامة الرواتب المطبقة في نطاق المغرب الجزيرة لا تتناسب مع مردوديته للبلاد و العباد و لا تتناسب و طاقة تحمل ميزانية الدولة التي ينتظرها الكثير بخصوص النواقص التي يعيشها المغرب-المحيط. خصوصا و أن تلك الرواتب لا تسقط من السماء و لا ينتجها أولائك الموظفون و إنما تقتطع اقتطاعا من المالية العامة أي من مال الشعب المغربي، و ربما على حساب جوع و حرمان فئات واسعة منه، فئات المغرب-المحيط، مغرب الأجور المتدنية التي لا تكاد تكفي حد لسد الجاجيات الحيوية و مغرب البطالة و العطالة و الشباب المهمش. و هنا تحضرني هزالة الرواتب التي لا تكاد تبين التي يتقاضاها أغلب مستخدمو و مستخدمات التعاون الوطني بالمغرب ( قد سبق لي أن أنجزت موضوعا حولهم تحت عنوان "أقنان القرن الواحد و العشرين") و التي هي في واقع الأمر وصمة عار علي جبين الحكومة باعتبار أن أغلبهم قضوا عمرهم، أكثر من 30 سنة في الخدمة، بل أن وزير المالية كان قد اقترح بكل وقاحة الاستغناء عنهم جملة و تفصيلا.
قد يتفهم المرء ضخامة الأجور إذا كانت مطبقة في القطاع الخاص، إنها في الواقع علامة على أن الأمور بخير، لكن في القطاع العمومي و من مال الشعب الذي ظلت و لازالت أوسع فئاته تنظر تحسين أوضاعها المعيشية و جملة من الخدمات منذ أن حصلت البلاد على الاستقلال ، فهذا ما لا يمكن أن يتقبله عقل سليم. و هذا كذلك معوق من المعوقات.
و من المعوقات كذلك، و هذا تحدث بصدده الكثيرون، استمرار حضور العقلية المخزنية بقوة على جميع المستويات و في مختلف المجالات . فالمخزن بالمغرب، كانت و لازالت له وظائف اقتصادية و هي وظائف تجلت سلبياتها سابقا على مستوى انعكاساتها الاجتماعية. و الآن ، نجد أنفسنا في حيص بيص عندما نريد تحديد طبيعة الاقتصاد المغربي، فهو ليس باقتصاد الدولة و لا باقتصاد ليبرالي محض و لا باقتصاد اجتماعي تتحكم الدولة في دوليبه الأساسية، و لا باقتصاد السوق بالمفهوم الليبرالي، فما هي طبيعة اقتصادنا بالضبط؟ لقد استعصى علي الأمر حقا.
المهم، منذ سنوات و المغاربة ينتظرون حدوث انفتاح على السوق و خلق اقتصاد اجتماعي كما تم الترويج لذك لكن عاينوا انفتاح كل شيء و لم يعاينوا إلى حد الآن علامات الاقتصاد الاجتماعي. و اليوم أصبحنا نلاحظ، و بقوة، تواجد سلطة المخزن، ليس كإطار أمني تسييري فقط، و لكن كإطار اقتصادي و هذا وضع قل نظيره جدا في العالم. و هذا كذلك من المعوقات.
و هناك اشكالية الفساد و التصدي إليه. في واقع الأمر يحتار المرء بالمغرب عندما يعاين نهج تعاطي القائمين على الأمور مع جملة من القضايا، و من ضمنها الفساد. فهناك جملة من الموظفين الصغار المأمورين أدينوا من طرف محكمة العدل الخاصة (التي تم الاقرار الضمني الواضح بعدم دستوريتها و كونها كانت بعيدة ، بعد السماء عن الأرض، عن توفير أدنى شروط المحاكمة العادلة و تكريس العدل و العدالة و النزاهة و الاستقلالية) و شردت عائلات و كانوا كلهم متهمين باختلاس مبالغ زهيدة لا تكاد تبين هزالتها مقابل الملايير المنهوبة من القرض الفلاحي و الضمان الاجتماعي و البنك الشعبي و وكالة المغرب العربي للأنباء و القرض السياحي و العقاري و شركة كوماناف و شركتي صوديا و صوجيطا و بنك الانماء الاقتصادي و الجمارك و المطاعم المدرسية و مؤسسات مالية عمومية أخرى، لم يطل أصحابها القانون و من أطالهم تم البحث عن طريق من الطرق لتخليصهم منه. و هذا، أقل ما يمكن وصفه، هو حيف في حق أكباش ضحية محكمة العدل الخاصة، علما أن عددا لا يستهان به منهم أدينوا ظلما و عدوانا، و هذا أمر يستوجب الالتفاتة إليه لجبر ما يمكن جبره من ضرر. و بالتالي فإن نهج التصدي للفساد هو كذلك أحد المعوقات.
و هناك إشكالية التعاطي مع قضية الشباب بالمغرب. فإن الشباب المغربي، بالرغم من ظروف التهميش و الاقصاء و آليات التفقير... بالرغم من كل هذا يجب أن تكون الكلمة كلمتهم لأنهم أقرب إلى روح العصر من احزابنا السياسية التي فشلت فشلا ذريعا في احتواء الشباب و التواصل معهم. إنه لمن المؤسف حقا أن يعاين المرء بالمغرب شعور فئات واسعة من الشباب بالدونية لأنه لم يُسمح لهم باحتلال مكان تحت شمس وطنهم بفعل الاستمرار في التشبت بتلك العقلية و بتلك الأساليب و بتلك المناهج التي دمرت و لازالت تدمر حياة فئات واسعة من الشباب المغربي و أداقتهم الذل و أعاقت مساهمتهم الفعلية في تطور بلادهم. و قد تصاعد هذا الشعور لدرجة أنه قضى على حياة فئات واسعة منهم أمضوا أجمل سنوات عمرهم مهمشين كليا. أحسن ما في العمر، بين 25 و 35 سنة، قضوه علة على المجتمع و لم يُسمح لهم بالمساهمة الصادقة و النزيهة و المسؤولة في بناء غد أفضل لوطنهم ما دامت الظروف لم تسعفهم على الزواج للتفكير في مستقبل أبنائهم. و هذا كذلك معوق من المعوقات.
و هناك إشكالية العلاقة بين السياسة الأمنية المعتمدة و حقوق الانسان بالمغرب. فمؤخرا اعتمد المغرب سياسة القرب في المجال الأمني باعتبار أنها سياسة أتبثت نجاعتها نسبيا بفرنسا التي تعتبر أن الحق في الأمن أحد الحقوق الملزمة للدولة، لاسيما و أن مكونات المجتمع أضحت معنية بهذا الحق عبر تكريس سياسة التطويق و التدخل الاستباقي للتصدي للعنف و الارهاب. إلا أن القضية الأمنية و الحق في الأمن بالغرب من المفروض أن يظلا مرتبطين بخدمة مصالح المواطنين اليومية و احترام حقوقهم و العمل على تمكينهم من الاستفاذة من حقهم في الصحة و الشغل و من احتلال مكان تحت شمس وطنهم يحفظ لهم كرامتهم الانسانية قبل مواطنتهم. علما أنه، خلافا للمغرب، أسست فرنسا سياستها الأمنية ليس على استعراض عضلات جهازها الأمني، و إنما على الاعتناء بالمطالب الاجتماعية أولا و على تجديد النسيج العمراني و تخفيض الكثافة السكانية بالأحياء الهامشية و تحسين الخدمات الاجتماعية. وبالتالي فإن السياسة الأمنية المعتمدة قد تمثل هي كذلك إحدى المعوقات. وهده من أهم معوقات تكريس حقوق الانسان على أرض الواقع بالمغرب.
و الحالة هذه، و هذا يتفق عليه الكثيرون، أن السبيل الأجدى و الأنجع لإعداد مستقبل أفضل هو اعتماد استراتيجية متوجهة إلى الذات و معتمدة بالأساس و بالدرجة الأولى على عوامل داخلية يتم التحكم فيها، عوض جعلها ترتكز على عوامل خارجية لا يمكن التحكم فيها كما هو حاصل إلى حد الآن بالمغرب بشهادة أغلب المحللين الاقتصاديين . و على هذه الاستراتيجية أن تأخذ في حسبانها القيم الاجتماعية و الثقافية و حاجيات المجتمع كما هي معبر عليها ديمقراطيا عوض الاكتفاء بالعناية بحاجيات و مطالب الأقلية (أي مغرب-الجزيرة). ولا يمكن التفكير في المستقبل حاليا دون وجوب الإقرار الواضح و الشفاف بالإرادة اللازمة لإصلاح عميق لمنظومة توزيع الثروات و الدخل بطريقة لا يلعب فيها الدور الأساسي ، لا الانتماء الحزبي و لا الاجتماعي و لا العشائري و لا الزبوني و لا اعتبار الولاء، و هذا لتقريب الهوة السحيقة القائمة بين المغرب-الجزيرة و المغرب- المحيط لتسير البلاد نحو الانصهار في مغرب واحد تقبل به أغلبية الشعب المغربي.
و كما سبق للبروفسور المهدي المنجرة أن بين بجلاء أنه ليس هناك مستقبل واحد بل هناك تعدد في المستقبلات الممكنة، لذلك كان من الواجب الاختيار للتهييء للغد البارحة و ليس اليوم. و مستقبل المغرب اعتبارا للواقع السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي و الحقوقي الحالي يظل خاضعا لصيرورة عامة لم تعد تخفى على أحد الآن، و هي صيرورة تتشكل من البحث على الاستقرار و ابقاء دار لقمان على حالها، ثم السعي وراء الاصلاح لمحاولة التصدي إلى التصدعات و تسكين الآلام أو إخفاؤها و التستر عليها و لو مؤقتا، ثم فرض التغيير بعد استفحال آليات الفقرقراطية و المكر السياسي و سياسة المكر و سيادة فقدان الثقة في آليات الدولة و أليات المجتمع و انكشاف الأمور.
لهذا فلا مناص للمغرب، إن هو أراد أن يكون له وجود فعلي و محترم بين دول هذا العالم مستقبلا، لا مناص من بلورة رؤية مستقبلية واضحة المقاصد و محددة الأهداف، و هي رؤية مازال يفتقدها المغرب إلى حد الآن. و استمرار غيابها من شأنه أن يشكل خطرا إن لم يتم تدارك الأمر. و هذه الرؤية لابد و أن تعتني بالمواطن البسيط و الواقع الفعلي المعيش و ليس القفز عليه كما ظل يجري إلى حد الآن. لأنه بالرغم من كل ما يقال و يداع، فإن المواطن المغربي البسيط مازال لم يستفد بعد من ما يسمى بالتغيير، و هذه إشكالية جوهرية تعتبر من بين العوامل المحددة لمستقبل المغرب. و في ظل غياب مثل هذه الرؤية الواضحة المقاصد و المحددة الأهداف، لا مستقبل في المغرب، حسب صيغة البروفسور المهدي المنجرة، إلا لشيء واحد في المغرب، ألا و هو الفقر و الفقرقراطية.
لكن حاليا، مع الأسف الشديد، لازال المغرب يفتقد مثل هذه الرؤية. و أما إن كان للقائمين على الأمور رؤية، في هذا المجال، فإنها مازالت محجوبة على المواطن و لا يعلمها، و بالتالي وجب الافصاح عليها في حالة وجودها

marocco368.

Publicité
Publicité
9 décembre 2006

الحمدلله على نعمة الإسلام قال تعالى (وَلَقَدْ

الحمدلله على نعمة الإسلام

قال تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)

وقال سبحانه (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ)

9 décembre 2006

هل هكدا يتم تطبيق حقوق الانسان عندهم؟ هل هده هي فعلا حقوق؟ الله اعلم

نعم هده هي الطريقة التي يعامل بها المسلمون في السجون لدى اليهود الدين يعتبرون انفسهم هم الواضعين لحقوق الانسان ولكن ماعدا الله ان يكون دلك صحيحا         

9 décembre 2006

المادة 1يولد جميع الناس أحراراً متساوين في

المادة 1

يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء.

المادة 2

لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء. وفضلا عما تقدم فلن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي لبلد أو البقعة التي ينتمي إليها الفرد سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة مستقلا أو تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أو كانت سيادته خاضعة لأي قيد من القيود.

9 décembre 2006

حق الحرية

انه غائب هنا

Publicité
Publicité
9 décembre 2006

اين هي حقوق الأنسان لدى العرب

بالفعل ان حقوق الانسان موجودة لاكنها محتكرة من طرف بعض لالشخاص فقط

9 décembre 2006

جمعية حقوق الأنسان

9 décembre 2006

L'évolution de la liberté religieuse en tant que droit de l'homme universel

Dans les années qui suivirent la Deuxième Guerre mondiale en particulier, la notion de liberté religieuse se trouva progressivement assimilée à un droit de l'homme à caractère international que tous les ةtats du monde étaient tenus de protéger. Dans l'article ci-après, M. Derek Davis, directeur des études sur les rapports entre l'ةglise et l'ةtat à l'université texane de Baylor et une autorité sur la question de la religion en tant que liberté fondamentale, discute les quatre piliers de la liberté religieuse dans le monde et il suggère des moyens de systématiser l'application des obligations relevant des traités internationaux.

Le XXe siècle fut témoin de progrès sans précédent dans la voie du rattachement de la liberté religieuse à un droit de l'homme reconnu à l'échelon international. Chicago accueillit le Parlement mondial des religions en 1893, à l'occasion de l'Exposition universelle. Evénement aujourd'hui tombé aux oubliettes, mais dont l'importance pour la liberté religieuse ne s'est jamais démentie. Le principe selon lequel aucun groupe religieux ne devait être poussé, sous l'effet de pressions, à sacrifier ses convictions profondes constituait l'un des fondements du Parlement. En 1944, le Conseil fédéral américain des églises créa une commission ayant pour tâche d'étudier les bases d'une paix juste et durable. Celle-ci formula « six piliers de la paix », lesquels regroupaient aussi bien des mesures tactiques, telles la « réforme des traités mondiaux » et « la surveillance des établissements militaires », que des principes généraux, dont « l'autonomie des peuples sujets » et « le droit des individus, où qu'ils soient, à la liberté religieuse et intellectuelle ». Un autre groupe américain, la Commission des églises chargée des affaires internationales (CCIA), contribua à promouvoir l'inclusion de la liberté religieuse dans la déclaration universelle des droits de l'homme, adoptée par l'Organisation des Nations unies en 1948.

Outre ce document, trois autres textes internationaux d'une importance fondamentale furent élaborés au XXe siècle à l'appui des principes de la liberté religieuse, à savoir : le Pacte international relatif aux droits civils et politiques (1966) ; la Déclaration de l'ONU sur l'élimination de toutes les formes d'intolérance et de discrimination fondées sur la religion ou la conviction (1981) ; et le document de clôture de la réunion de Vienne (1989). Chacun de ces documents contribue au rayonnement de la liberté religieuse, dans la mesure où tous mettent en relief des droits dont l'importance justifie le caractère universel. Je me propose d'en décrire les grandes lignes ci-après.

Les quatre piliers de la liberté religieuse dans le monde

Des quatre grands documents internationaux qui ont universalisé le principe de la liberté religieuse au XXe siècle, la Déclaration universelle des droits de l'homme, adoptée par l'Organisation des Nations unies en 1948, est de loin le plus important. Ce document historique reconnaît plusieurs droits fondamentaux en matière de religion. L'article 18 en contient l'essence :

Toute personne a droit à la liberté de pensée, de conscience et de religion ; ce droit implique la liberté de changer de religion ou de conviction ainsi que la liberté de manifester sa religion ou sa conviction, seule ou en commun, tant en public qu'en privé, par l'enseignement, les pratiques, le culte et l'accomplissement des rites.

La Déclaration des droits de l'homme plaide résolument en faveur du droit à la différence en matière de religion. Elle revendique le principe politique selon lequel une fonction essentielle de l'ةtat consiste à protéger les choix dans ce domaine, et non à imposer la conformité. C'est au prix de guerres de religion et d'actes de persécution ayant sévi pendant des siècles, voire des millénaires, que la majorité des ةtats-nations arrivèrent à cette conclusion, mais celle-ci reflète un principe aujourd'hui communément accepté, en particulier dans l'Occident. Le principe moderne de la liberté religieuse, qui veut que les gouvernements se déclarent neutres en matière de religion, laissant à chaque individu le loisir d'adopter les croyances de son choix sans crainte de représailles et dans le respect de sa dignité d'homme, s'inscrit dans le prolongement du siècle des Lumières. Son caractère universel lui a été conféré par la déclaration de 1948, sans aucun doute l'étape la plus marquante de l'évolution de la liberté religieuse dans le monde.

Cette Déclaration évoque un « idéal commun à atteindre par tous les peuples et toutes les nations ». Rédigée dans le sillon des horreurs innommables de la Deuxième Guerre mondiale, elle sert d'étalon à l'aune duquel les peuples du monde entier peuvent apprendre à vivre dans la paix et la coopération. Si le présent millénaire connaît une plus grande mesure de paix que le précédent, qui sait si les historiens de demain ne verront pas dans l'année 1948 l'aube d'une nouvelle ère de paix, un peu comme nous voyons dans l'année 313 (date de la promulgation de l'édit de Milan par Constantin) la première étape de l'union de l'ةglise et de l'ةtat, ou dans celle de 1517 (affichage des 95 thèses de Martin Luther), le point de départ de la Réforme. On ne peut en aucune façon exagérer l'importance de la Déclaration universelle des droits de l'homme.

Si cette déclaration impose une obligation morale à tous les pays signataires, les documents qui lui sont postérieurs allèrent encore plus loin : ils assortirent le respect de ses principes généraux d'une obligation juridique. Le Pacte international relatif aux droits civils et politiques (1966), ratifié à ce jour par 144 pays, interdit la discrimination religieuse « sans distinction aucune, notamment de race, de couleur, de sexe, de langue, de religion, d'opinion politique ou de toute autre opinion, d'origine nationale ou sociale, de fortune, de naissance ou de toute autre situation », comme le précise l'article 2 (1). L'article 18 garantit les mêmes droits que ceux qui sont contenus dans l'article 18 de la Déclaration universelle et il en rajoute un, celui qu'ont les parents de faire assurer l'éducation religieuse de leurs enfants. L'article 20 interdit tout appel à la haine religieuse, tandis que l'article 27 stipule que les personnes appartenant à des minorités ethniques, religieuses ou linguistiques « ne peuvent être privées du droit d'avoir leur propre vie culturelle ». En outre, le Pacte de 1966 donne une définition assez large de la religion puisqu'elle recouvre les religions tant théistes que non théistes ainsi que les confessions rares ou pratiquement inconnues.

Adoptée en 1981, la déclaration de l'ONU sur l'élimination de toutes les formes d'intolérance et de discrimination fondées sur la religion ou la conviction constitue un autre document-clé pour la protection des droits religieux. Les articles 1 et 6 énumèrent une liste détaillée de droits relatifs à la liberté de pensée, de conscience et de religion. Citons notamment la liberté (1) de pratiquer un culte et de tenir des réunions se rapportant à une religion ou à une conviction et d'établir et d'entretenir des lieux à ces fins ; (2) de fonder et d'entretenir des institutions charitables ou humanitaires appropriées ; (3) de confectionner, d'acquérir et d'utiliser, en quantité adéquate, les objets et le matériel requis par les rites ou les usages d'une religion ou d'une conviction ; (4) d'écrire, d'imprimer et de diffuser des publications sur ces sujets ; (5) d'enseigner une religion ou une conviction dans les lieux convenant à cette fin ; (6) de solliciter et de recevoir des contributions volontaires, financières et autres, de particuliers et d'institutions ; (7) d'observer les jours de repos et de célébrer les fêtes et cérémonies conformément aux préceptes de sa religion ou de sa conviction ; et (8) d'établir et de maintenir des communications avec des individus et des communautés en matière de religion ou de conviction aux niveaux national et international.

Enfin, le Document de clôture de la réunion de Vienne contient des dispositions similaires à celles des textes adoptés en 1948, en 1966 et en 1981, car il plaide, lui aussi, pour le respect mutuel en matière de religion. Les ةtats qui y sont parties s'engagent en particulier à assurer « l'exercice intégral et effectif de la liberté de pensée, de conscience, de religion ou de conviction ».

En réalité, ces documents internationaux n'ont force obligatoire que pour les ةtats qui prennent les dispositions voulues afin de leur conférer un caractère juridique. En d'autres termes, leur application n'est pas automatique. Pour autant, si les mesures de protection de la liberté religieuse contenues dans les documents internationaux n'ont pas force de loi, elles parviennent à influencer la législation des droits de l'homme dans les pays participants et elles occupent une place fondamentale dans les efforts visant à faire naître un nouvel ordre mondial, dont on peut espérer qu'il sera plus pacifique.

Malheureusement, dans le monde d'aujourd'hui, la religion reste un brandon de discorde et les principes fondamentaux de la liberté religieuse sont bafoués plus souvent qu'ils ne sont respectés. Comment faut-il donc s'y prendre pour en promouvoir le rayonnement ?

Faire des obligations internationales une réalité

La persécution religieuse demeure un grave problème dans le monde entier, en dépit des mesures notables qui ont été prises par la communauté mondiale, en particulier depuis la Deuxième Guerre mondiale, pour le combattre. S'il était besoin, ce seul fait nous rappelle à quel point il est malaisé de traduire des documents - déclarations, conventions et autres - dans la réalité. Les experts ont cerné au moins quatre domaines dans lesquels l'adoption de stratégies institutionnelles de grande envergure pourrait contribuer à faire de la liberté religieuse non seulement un idéal mondial, mais aussi une réalité mondiale.

L'application des traités. Les ةtats doivent prendre au sérieux les dispositions des traités internationaux relatifs aux droits de l'homme et les intégrer à leur système juridique. Dire que la liberté religieuse dans le monde coulerait de source si tous les pays honoraient les conventions et autres documents adoptés en ce sens depuis la Deuxième Guerre mondiale semble relever de la tautologie. Mais la question ne se pose pas, car trop de gouvernements se complaisent dans les idéaux auxquels ils se sont ralliés et s'abstiennent de prendre les dispositions, juridiques et autres, qui pourraient transformer ceux-ci en réalité.

Les textes législatifs. Les gouvernements du monde entier gagneraient à promulguer des lois constructives de nature à enrayer la persécution religieuse. En 1998, le Congrès des ةtats-Unis a adopté une loi sur la liberté religieuse dans le monde. Ce texte oblige le département d'ةtat à préparer un rapport annuel dans lequel il doit passer en revue les infractions à la liberté religieuse dans chaque pays. ہ cet égard, le département d'ةtat tient compte des suggestions d'une commission américaine idoine, laquelle se compose de neuf membres. Suivant la teneur du rapport annuel, le président des ةtats-Unis peut appliquer toute une gamme de pénalités et de sanctions aux pays contrevenants. La loi de 1998 fait sourciller à l'étranger, mais le fait est qu'elle a favorisé la cause de la liberté religieuse dans le monde. Loin de viser à imposer « le modèle américain » aux autres pays, elle s'inspire d'un principe universellement accepté - celui de la dignité inviolable de tous les êtres humains et des droits universels qui en découlent.

L'éducation. Il convient de redoubler d'efforts pour sensibiliser les populations du monde entier au problème de la persécution religieuse, encore prévalente à un degré effarant dans trop d'endroits. Ainsi faudrait-il consacrer davantage de conférences et de symposiums à ce thème et soutenir plus énergiquement (en paroles et en argent) les organisations non gouvernementales axées sur les droits de l'homme, tels Human Rights Watch, Christian Solidarity International et l'International Religious Liberty Association, qui surveillent la situation des droits de l'homme à travers le monde en vue de porter les infractions commises à l'attention des gouvernements et des groupes intéressés.

La séparation de l'ةglise et de l'ةtat. Il importe de multiplier les interventions visant à amener toutes les institutions politiques, religieuses et sociales à se rallier plus résolument à la prise de position moderne selon laquelle l'intérêt primordial d'une société politique consiste à encourager la paix, la justice, la liberté et l'égalité, et non pas à promouvoir la religion. C'est là l'essence même de la séparation de l'ةglise et de l'ةtat. Là où le bât risque de blesser, c'est que la religion a de tout temps formé la trame de l'existence dans chacune de ses dimensions, au niveau politique y compris. Comme le nota l'éminent « quaker » William Penn en 1692, « le gouvernement semble faire partie de la religion elle-même, chose sacrée dans son institution et sa finalité ». Or William Penn n'allait pas tarder à se faire l'apôtre de la séparation de l'ةglise et de l'ةtat : il finit par être convaincu que la religion relevait d'une préoccupation fondamentalement personnelle et individuelle, le rôle du gouvernement devant être de protéger l'ensemble des doctrines religieuses plutôt que d'en promouvoir une en particulier. Depuis l'époque de William Penn, les ةtats-nations ont commencé à se ranger les uns après les autres à ce point de vue, lequel a d'ailleurs été repris dans les documents relatifs aux droits de l'homme qui ont été adoptés au XXe siècle.

Répétons-le : il s'agit là d'un principe qui mérite d'être enseigné dans les établissements d'enseignement par le biais de programmes scolaires axés sur l'étude des rapports entre l'ةglise et l'ةtat dans le monde moderne.

En dernière analyse, il nous incombe, en tant que membres de la communauté mondiale, de faire de la liberté religieuse une réalité pour tous : nous le devons à nous-mêmes et à nos enfants. Au seuil du XXIe siècle, il n'est pas de tâche plus importante.

9 décembre 2006

declaration des droits d'Homme1793

Déclaration des droits et des devoirs de l’homme social
Genève, 9 juin 1793
PREAMBULE
La nation assemblée en conseil général, considérant que, dans l’état de société, chaque individu met ses droits sous la protection de tous, et qu’en conséquence, la connaissance de ces droits et des devoirs réciproques qui en résultent est essentielle à la formation du pacte social;

Considérant surtout que l’ignorance, l’oubli ou le mépris de ces droits et de ces devoirs ont été les principales causes des dissensions politiques et des malheurs publics; reconnaît et consacre, sous les auspices de l’Etre suprême, la déclaration suivante des droits et des devoirs de l’homme social, non comme une loi, mais comme contenant le développement des vrais principes de l’égalité et de la liberté, qui doivent être les fondements de la Constitution, et que l’assemblée nationale ne doit jamais perdre de vue dans son travail de la législation.

Article 1
Tout homme est seul propriétaire de sa personne et de ses facultés.

Article 2
Tout homme a donc le droit de disposer de sa personne et de ses facultés pour sa conservation et pour son bonheur. C'est ce droit qui constitue la liberté naturelle.

Article 3
Nul homme n'ayant plus de droit à sa propriété personnelle qu'un autre n'en peut avoir à la sienne propre, il en résulte que tous les hommes sont égaux en droits, quoiqu'ils ne le soient ni en force, ni en moyens.

Article 4
Tous les hommes étant égaux en droits, celui qui entreprendrait sur le droit d'un autre attaquerait le fondement de son propre droit. Chacun doit donc respecter le droit d'autrui, s'il veut qu'on respecte le sien; et de là naissent les devoirs réciproques.

Article 5
L'acte par lequel le fort opprime le faible ne peut jamais produire un droit; l'acte, au contraire, par lequel le faible résiste ou se soustrait à l'oppression du fort, est tou-jours autorisé par son droit, et résulte de ce qu'il se doit à lui-même.

Article 6
Les droits de l'homme étant inhérents à sa qualité d'homme sont inaliénables. Il n a donc pu y renoncer en se réunissant en société avec ses semblables; mais il a mis sous la protection de tous ces droits que sa force privée ne pouvait efficacement défendre.

Article 7
Toute bonne Constitution doit donc avoir pour objet d'assurer aux hommes l'exercice de leurs droits naturels, et de protéger leur égalité en droits contre l'influence de l'inégalité des moyens.Up

Article 8
En se mettant sous la protection de tous, les hommes se mettent aussi sous la suprême direction de la volonté générale, ou de la Loi. La société peut donc limiter l'exercice des droits de chacun des associés, mais seulement dans les cas où l'exercice de ces droits nuirait à l'intérêt général.

Article 9
La loi ne peut être que l'expression libre de la volonté générale, obligatoire pour l'universalité des Citoyens, et déclarée selon les formes adoptées par la Nation.

Article 10
Les droits des hommes en société sont: l'Egalité, la Liberté, la Sûreté, la Propriété, la Garantie sociale et la Résistance à l'oppression; et leurs devoirs sont de reconnaître et de respecter dans les autres ces mêmes droits.

EGALITE

Article 11
Tous les individus ont le même droit à la protection de la Loi, et sont obligés de se soumettre à la Loi.

Article 12
Tous les Citoyens, c'est-à-dire, tous les Membres de la Société politique, doivent jouir des mêmes droits.

Article 13
L'Egalité exclut toute distinction d'ordres, et toute prééminence qui ne serait pas l'effet d'un pouvoir conféré par la Loi.

Article 14
La Loi doit être la même pour tous, soit qu'elle réprime ou qu'elle protège, soit qu'elle punisse ou qu'elle récompense.

Article 15
Tous les Citoyens sont admissibles à toutes les places, emplois et fonctions publiques, et la Loi doit régler les élections, de manière que nul ne soit en office s'il n'est agréable au peuple.

LIBERTE Up

Article 16
La Liberté consiste à n'être soumis qu'à la Loi, à n'être tenu d'obéir qu'à l'autorité établie par la Loi, et à pouvoir faire, sans empêchement et sans crainte de punition, tout usage de ses facultés qui
n'est pas interdit par la Loi.

Article 17
La Loi ne doit mettre à l'exercice des talents et de l'industrie d'autres limites que celles qui sont évidemment nécessaires pour assurer à tous les Citoyens la liberté de cet exercice, ou pour
procurer le plus grand bien de la société.

Article 18
Tout homme est libre dans la manifestation de sa pensée et de ses opinions ; mais il est responsable des atteintes qu'il pourrait donner par là aux droits d'autrui.

Article 19
Tout Citoyen est libre de transporter son domicile où il lui plaît, même de quitter sa Patrie ; mais il doit la servir lorsqu'elle est en danger: la fuite alors serait, non une retraite, mais une désertion
criminelle.

Article 20
Comme la Loi est faite pour assurer la liberté de tous, la conservation de cette liberté dépend de la soumission de tous à la Loi.

SURETE

Article 21
La Société doit pourvoir à la sûreté de tous, en sorte que nul ne puisse, sans s'exposer au châtiment, attenter à la personne, à la liberté, aux biens ou à l'honneur de qui que ce soit.

Article 22
Nul ne doit être appelé en Justice, arrêté, ni détenu que dans les cas déterminés par la Loi, et selon les formes qu'elle a prescrites. Tout autre acte exercé contre un individu est un délit; la Loi doit fournir à cet individu des moyens prompts et efficaces d'obtenir le redressement et la compensation du tort qu'on lui a fait.Up

Article 23
Tout homme appelé ou saisi en vertu de la Loi, et selon les formes qu'elle a prescrites, doit obéir à l'instant ; il se rend coupable par la résistance.

Article 24
Tout homme devant être présumé innocent jusqu'à ce qu'il ait été déclaré coupable, toute rigueur qui ne serait pas nécessaire pour s'assurer de sa personne doit être sévèrement réprimée par la Loi.

Article 25
Nul ne doit être puni qu'en vertu d'une Loi promulguée antérieurement au délit et légalement appliquée.

Article 26
Les peines doivent être proportionnées à la gravité et aux circonstances des délits.

Article 27
Tout Citoyen doit s'appliquer à connaître les Lois, et nul ne peut excuser son délit sur son ignorance.

PROPRIETE

Article 28
Tout homme est libre de disposer à son gré de ses biens et des produits de son industrie, sauf les cas où, pour le bien général, la Loi mettrait des limites à l'exercice de ce droit.

Article 29
Nul ne peut être privé de la moindre portion de sa propriété sans son consentement. Le sacrifice n'en est dû qu'à la société entière, et la société n'a droit d'exiger ce sacrifice que dans le cas d'une nécessité publique et manifeste, et sous la condition d'une juste indemnité.

Article 30
Nulle contribution ne peut être établie que pour l'utilité générale, et pour subvenir aux besoins publics. Tous les Citoyens ont donc le droit de concourir par leurs suffrages à l'établissement des contributions publiques, à la fixation de leur quotité, ainsi qu'à la détermination de leur durée et de leur emploi.

Article 31
Comme tous les Citoyens ont droit à la protection de l'Etat, ils doivent tous fournir leur part des contributions publiques, et la Loi doit régler cette part d'après leurs facultés.Up

Article 32
L'instruction étant un besoin de tous, la Société la doit également à tous ses Membres.

Article 33
La Société doit des secours à tout Citoyen qui est dans l'impuissance de pourvoir à ses besoins.

GARANTIE SOCIALE 

Article 34
La Garantie sociale consiste dans l'efficacité des moyens établis par la Constitution pour défendre les droits du Citoyen contre toute agression ou usurpation.

Article 35
Les droits de chaque Citoyen étant mis par le pacte social sous la protection de tous, la Garantie sociale de ces droits repose essentiellement sur la souveraineté de la Nation.

Article 36
La Souveraineté est une, indivisible, imprescriptible et inaliénable; elle réside essentiellement dans le peuple entier, et chaque Citoyen a un droit égal de concourir à son exercice.

Article 37
Comme la Souveraineté de la Nation est la source et le garant unique des avantages sociaux, chaque Citoyen doit la défendre et la maintenir dans toute son intégrité.

Article 38
La Garantie sociale des droits des Citoyens ne peut exister si les limites des fonctions publiques ne sont pas clairement déterminées par la Loi, si les Fonctionnaires publics ne sont pas revêtus d'une
autorité suffisante, et si leur responsabilité n'est pas assurée.

Article 39
Toute fonction publique est une commission et une propriété.

Article 40
Les Citoyens ont toujours le droit de s'assembler pour consulter sur la chose publique, ou pour demander le redressement de leurs griefs; et la Constitution doit régler le mode de ces assemblées.

Article 41
Nul individu et nulle réunion partielle de Citoyens ne peuvent exercer aucune autorité, ni remplir aucune fonction publique, sans une délégation formelle de la Loi.

Article 42
Une Nation peut en tout temps revoir, réformer et changer sa Constitution et ses Lois : le mode de révision, de réforme ou de changement doit être déterminé par l'Acte constitutif.

Article 43
Tous les Citoyens doivent concourir à la Garantie sociale, et donner force à la Loi lorsqu'ils sont appelés en son nom.

RESISTANCE A L'OPPRESSION

Article 44
Tout Citoyen a droit de résister à l'oppression. Le mode de résistance doit être déterminé par la Constitution, et chaque Citoyen doit renfermer ses moyens de résistance dans les limites prescrites par la Loi.
Up


Publicité
Publicité
Publicité